الثلاثاء، 22 مايو 2012

كل شيئ يهون من أجلك يا وطنى


ترقب بنو جلدتى آخر إختيار جماهيري لممثليهم في الغرفة الأولى المصيغة للنقاط التى تفصل بينهم ، فكانت النتيجة مفرحة لبعضهم ومحزنة لآخرين ، بينما الكثير منهم لم يكن مهتم فكنت أنا من بين هؤلاء ، ولقد سمعت كل شيئ من خلال مكبرات أصواتهم ولم أحرك ساكنا ، ليس لأننى لا أحب هذا الوطن بل لأننى لا أثق في الكثير منهم ، فلحد الأن لا أفكر إلا في إنتصارات بعضهم أو هزائم البعض بقدر ما أفكر في وطنى ولا أحد سواه .
دقت ساعة الصفر فخرجوا من جحورهم كالجراد يتلاهفون على كعكة صغيرة لا تغنى ولا تسمن من جوع ، وأنا من خلال مشهدهم أشاهدهم الكل كالبرق يعدو وكأن الدنيا قاربت على الزوال ولكننى لم أحرك ساكنا وبقيت أشاهد ، لم أسرع معهم مع أننى من الراكدين والمحبين للعدو إلا أننى رفضت المشاركة في سباقهم لأننى أعلم أن كل الراكدين حلمهم يختلف عن حلمي . فحلمي لا يتجسد الا برؤيتي لها وهي سعيدة ، إلا أن حلمهم ربما سيكون على حساب سعادتها ، لذلك فأنا لا أثق في سوايا ممن يحلمون فأنا حلمى سعادة وطنى.
بدأ الزفاف وبدأ معه توزيع الجوائز ولم أكن في الصف لأننى كنت الفائز و لم أكن ممن كانوا يحلمون بها، فقد كنت أدعو لوطنى دون أن يخطر ببالى أن من ورائي دعوتى ستكون الجوائز ، يكفينى أن الجائزة التى يتنافس عليها الآخرين قد حصلتُ عليها وأنا من خلف الشاشة أتابع فقد كانت بالنسبة لى أحلى الجوائز فلقد تأكدت أن وطنى هو الفائز دون سواه وكم فرحت لأن الفائز هو وطنى .
لا يهمنى من نال الجوائز بقدر ما يهمنى من يُحسن توزيعها فالجوائز أمانة لا يعرف قدرها إلا إلا إلا ...... عادل . تنهدت في صمتى وقلت لهم يا من نلتم الجوائز وأنا أقصدهم جميعا خذوا ما شئتم فأنا لا أريد شيئا منكم إلا أن تصنعوا لى وطنا ، إذا سبقتنى دموعي أضع خدي على فخديه وأقول له عدلك ياوطنى .
أردت أن أقول حتى يفهمنى الأبله والغبيى وأصدقائهم أننى لن أفرح بفوز فلان أو فلان ، فلكل منهما رجلان ويدان ، بقدر ما سأفرح بفوز عادل يجيد توزيع الجوائز وحارس يجيد حراسة أملاكي وأمين يحرس جانبي وخلفي ، وأم ترضعنا جميعا بالتساوي فإذا فاق حليبها مشربنا فاجعليه يا أماه أمانة للأجيال التى تأتي من بعدي فكلهم أبناء وطني .

عبد الواجد خنين
13 / 05 / 2012 م